قال ابن قتيبة : أُرْجوزة في الظّاء والضّاد، اللّفظُ واحدٌ والمعنى يختلفُ..وتُنسَبُ أيضا إلى أبي نصْر الفَروضيّ المتوفّى سنة 557 هـ.
00000
أَفْضَلُ مَا فَاهَ به الإنسانُ / وَخَيْرُ ما جَرى بِه اللِّسانُ
حمدُ الإلهِ والصَّلاةُ بَعْدَهُ / على النَّبِيِّ، فَهْوَ أَسْنَى عِنْدَهُ
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَبْرَاِر / وَصَحْبِهِ الأَفَاِضِلِ اْلأَخْيَاِر
وَكُلُّ مَا يُنْظَمُ لِلْإِفَادَهْ / فَذَاكَ مَعْدودٌ مِنَ الْعِبادَهْ
وَقَدْ نَظَمْتُ عِدَّةً مِنَ الْكَلِمْ / في الظَّاءِ وَالضَّادِ جَميعًا، فَافْتَهِمْ
فَإِنَّها مُخْتَلِفاتُ المَعْنَى / يَعْرِفُهَا مَنْ بِالْعُلُومِ يُعْنَى
واعْرَفْ هُدِيتَ حَصْرَها وعَدَّها / فاسْمَعْ بُنَيَّ مِنْ أَبِيكَ سَرْدَهَا
فَابْدَأْ إِذَا قَرَأْتَهَا بِالظَّاءِ / وَثَنِّ بِالضَّادِ عَلَى اسْتِوَاءِ
فَالْغَيْظُ مَا يَعْرِضُ لِلإِنْسانِ / وَ الغَيْضُ غَيْضُ المَاء ِفي النُّقْصَاِن
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الظَّهْرَ ظَهْرُ الرَّجُلِ / وَالضَّهْرُ أيْضًا صَخْرَةٌ في الجَبَلِ
وَالظَّنُّ في الإنْسانِ إحْدَى التُّهَمِ / وَهَكَذَا الضَّنُّ البَخِيلُ، فَافْهَمِ
وَالفَيْظُ فَيْظُ النَّفْسِ، وَهْوَ النَّفَقُ / وَالفَيْضُ فَيْضُ الماءِ لَا يختلق
والحنظل نبت كثير معترفْ / والحنضَل الظلّ المديد المؤتلف
وَالحَظُّ مَنْسُوبٌ إلى الإقْبالِ / وَبَعْدَهُ الحَضُّ على الأفْعالِ
وَالظَّبُّ وَصْفُ الرَّجُلِ الهَذَّاءِ / وَالضَّبُّ مَعْرُوفٌ بِذِي البَيْدَاءِ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْبَيْظَ بَيْظُ الفَحْلِ / وَالبَيْضُ لا يَجْهَلُهُ ذُو عَقْلِ
وهكذا بالظاء بيْظُ النّمل / وما سواه فبضاد أمل
والمَرَظُ الجوعُ الشَّديدُ، فَافْهَمِ / وَالمَرَضُ الدَّاءُ الدَّوِيُّ، فَاعْلَمِ
وَالقَيْظُ حَرٌّ في الزَّمَانِ ثَائِرُ / وَالقَيْضُ في البَيْضَةِ قِشْرٌ ظَاهِرُ
وَالمُطْرِبُ المُحْسِنُ بَظَّ الوَتَرَا / وَبَضَّ سَالَ الحُسْنُ حَتَّى بَهَرَا
وَعَظَّتِ الحَرْبُ إذَا مَا اشْتَدَّتْ / ثُمَّ الضِّبَاعُ وَالذِّئَابُ عَضَّتْ
وَغَابَ زَيْدٌ مَرِضَ وَظَلَّا / وَحَادَ عنْ طَريقِهِ وَضَلَّا
وموضع الحجارة الظَّرير / فيه يضيع الرّجل الضّرير
والفيء من بعد الزّوال ظلّ / والجاهل من بين الأنام ضِلّ
وفي الحشيش ما يسمّى ظَربا / وقد ضربت بالحسام ضَربا
والمنطق العذب الشهيّ ظرف / وناعم العيش الرّخيّ ضرف
وهكذا المماثل النَّظير / والذّهب النُّضار والنَّضير
وكلّ ذي وجه قبيح ظِدُّ / والخصم في كلّ الأمور ضدّ
وهكذا الحجارة الظِّرابُ / والنَّزْو في البهائم الضِّرابُ
والضّربة النّجلا تسمّى ظَجّة / وكثرة الأصوات تسمّى ضجَّة
وزوجة المرء هي الظغينة / والحقد في الصّدر هو الضّغينة
وعِلْية القوم تسمّى ظُفْره / والجذب في الشّعر أيضا ضُفْره
ثمّ سواد اللّيل يدعى ظُلْمه / والسّهر العظيم أيضا ضُلْمه
وورم الأحشاء يسمّى فِضّة / والمعدن المحجوب يسمّى فِضّة
وصخرة تعيي الرّجال ظُرّ / وكلّ ما يفسد، فهو ضُرّ
والظَّعْف نبت في الرّجال خمل / والضَّعْف نقص في القوى وهزل
وللوحوش والأنام عظْم / ومقبض القوس ففيه عَضْم
والزّرب حول الغنم الحَظيرة / ومجمع القوم ،فهم حَضيرة
والخيل في حافرها وَظيف / وكلّ شيء لازم وَضيف
ثمّ الغَظا ضرب من الصّنوبر / وهكذا بِضاد بعض الشّجر
وحرّم الله الرّبا وحظرا / وغاب بدر وزهير حضرا
والفَظُّ في الأغلاظ قولا حتما / وانفضّ القوم وفضّوا الختما
والمَظُّ رمّان الجبال فاعلم / ومَضَّه بالشّتم زيد،فافهم
وناظِر إلى العيون النّاظرة / كرامق إلى الوجوه النّاضَرة
وللرّجال والسّباع ظُفْر / والرّجل القصير، فهو ضُفْر.