وهذا ما أفرز النظام الطبقي في الغرب الذي يتكون من ثلاث طبقات هي الطبقة الارستقراطية، والطبقة البرجوازية، وطبقة البروليتاريا، أو الطبقة العليا والطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة، وبعد الثورة الصناعية وسيطرة الرأسمالية بدأت الطبقة الوسطى بالتلاشي ووصلت الآن لمرحلة الاحتضار، وبقيت عندهم طبقتا النبلاء والفقراء، الأولى بيدها الثروة والحكم، والثانية مسخرّة للعمل في المصانع والشركات والمؤسسات التي تمتلكها.
ومن مظاهر هذه الطبقية وجود مجلسين تشريعييَن في بريطانيا، أحدهما للشعب وعموم الناس (مجلس العموم)، والآخر للأثرياء والنبلاء (مجلس اللوردات)، وكذا عدم زواج أحد من غير طبقته لا سيما الملوك والأمراء، وإذا حدث ذلك انكشفت العنصرية التي يحرصون على عدم إظهارها.
وهذا ما حصل مع الأمير هاري الذي كسر التقاليد وتزوج بممثلة أمريكية مطلقة لأم سوداء، ما أثار سخط وسائل إعلامية، كصحيفة "ذا صن" و"ديلي ميل"، إذ ذاك سيؤثر على نقاوة الدم الأزرق الذي يسري في عروق السلالات الحاكمة، ولما تجاهل التحذيرات تعرّضت زوجته لسوء المعاملة في القصر وتقييد حركتها وتقليص الدعم المالي والإشارات العنصرية، لدرجة أنها فكرت بالتخلص من نفسها والانتحار كما أفادت في المقابلة، ولو حدث هذا الزواج في العصور الوسطى الأوروبية لجردوا الأمير من كل ألقابه وطردوه من الأسرة وربما تعرض للقتل.