مقامة المعلاية*
حدثنا أبو البارود قال : وبينما العام 2020 يوشك أن يغادر ، إذ خرج علينا أعرابيٌ فسب اليمنَ بشكلٍ سافر ، وقال : " إن كانت أصل العربِ فأنا بالعروبة كافر" ، فأغضب قوله كل عربي بأصله يفاخر ، وكل يمنيِ حرٍ ثائر ، فوقفت وقلت له:
مهلا يامن لم يجد له من سادته زاجر ، فأصبح كالكلب المسعور ينبح على كل عابر ، مهلا يا ملاذ كل داشر ، وحارس كل مرابيٍ ومقامر ، وملجأ كل لصٍ ومغامر ، ومجير كل زعيمٍ ظالمٍ جائر ، مهلا يا ضحية جورج نادر . أغلق فمك واسمع مقالتي إلى الآخر ، اسمع فأنت في حضرة حفيد الغافقي وابن أبي عامر .
من أنت أيها المتطاول ببنيان الزجاج ؟ لتقدح فيمن امتدحها السراج الوهاج ، ولها في القرآن سورتي سبأ والأحقاف حيث إرم ذات العماد والأبراج ، وأول من كسا الكعبة بالديباج ، وأول من بنى ناطحات السحاب حين كان أجدادك يرعون النعاج ، وأول من لبس التيجان عندما كان أجدادك يعلو رؤوسهم التراب والعجاج ، وأول من أقاموا دولة عندما كنتم تباعون في سوق النخاسة والحراج . وأول من لبى إبراهيم من الحجاج ، وأول من نصر محمدا فقالوا له والله لو خضت بنا البحر فإنا واللهِ كاسرو الأمواج ، وأول من يشرب من حوضه أفواجا أفواج . وأول من سل السيف فكانت يمانية الصقل والإنتاج .
أما والله ما جعلكم تتطاولون علينا إلا استقواؤكم ببني اسرائيل ، فقادتك بين صهيوني وماسوني عميل ، ودويلتك للغرب في المنطقة الوكيل ، فبنوا فيها البنيان ،ووسعوا العمران ، بعد أن فصلوها عن عمان ،وأمدوها بالسلاح والنيران ، لتحارب أهل القبلة والأذان ، وتنشر بقية الملل والأديان ، ولتقمع شعوب المنطقة وتنشر فيها الخذلان ، وتحتضن القطط السمان ، ولتقود العرب نحو تل أبيب كالقطعان ، فدوركم إسرائيل الصغرى لتؤدي الأدوار التي عجزت فيها اسرائيل الكبرى عند الرهان .
دويلتك يا هذا بناها الغرب مركزا للسيطرة على المستعمرات ، وجعلها مهوى أفئدة العاهرات ، ومركزا لغسيل أموال المخدرات ، ومحفلا للماسونية وكبريات العصابات ، فأنت مجرد أجير ، وحارس أمن المواخير ، وستبقى في الخلف عند المسير ، ولن يستمر هذا الحال وسيكون مصيركم بئس المصير .
وقولي لك في الأخير ، ما ضر السابحات الجياد أن تتبرا منها الحمير .
ولقد كان في سبأِ آية ، وليس في قوم المعلاية ، هذه كل الحكاية .